أبو طعيمة" المجاهد الأمير في ميادين الإعداد والتجهيز

أبو طعيمة" المجاهد الأمير في ميادين الإعداد والتجهيز
القسام - مراسلنا :
لكم ارتقى منهم الشهداء العظام، فهم يعملون بصمت ويرحلون دون أن يعلم الناس أخبارهم، لكن الأرض وحدها هي اليوم تخفي أسرارهم، وغداً بأيام المجد التي تلوح ستروي أخبارهم، بأن من أنزلنا مقاعد التحرير، رجال أعدوا للعدو وذهبوا؛ فركبنا طرقاً للتحرير شقّوها بدمائهم الزكية.
فهذا منهم الشهيد القسامي المجاهد أمير جابر أبو طعيمة، من بلدة عبسان الجديدة شرق خان يونس، والذي ارتقى إثر حادث عرضي بأحد أنفاق المقاومة القسامية.
اسم على مسمى
تحدثت والدة الشهيد أمير لموقع القسام، تصف نجلها بالقول:" وجهه كان يشع نوراً وضياءً منذ ولادته، فكان اسماً على مسمى، فلكل إنسان حظ من اسمه، فأمير كان أميراً في جماله، وأدبه، وأخلاقه الرفيعة".
وتؤكد والدته أن شعوراً بقرب فقده كان يراودها عندما ينطلق نجلها إلى عمله بوحدة الأنفاق، فكان قلبها يكاد يتفطّر من الخوف عليه ولهفة انتظار عودته، مشيرةً أنها كانت تصبّر نفسها بالدعاء له بأن يرجعه الله إليها سالماً.
وتذكر أمه بأنه قبل استشهاد أمير بيوم واحد، ردد أمامها عبارة "هذه الأيام آخر أيام لي في العمل"، وكأن أميراً كان يعلم أنه على موعد مع الشهادة، ويريد أن يجهز أمه ليوم الزفاف.
عائلة معطاءة
أما والد الشهيد أمير خلال حديثه لموقع القسام، أشار بأن الشهادة كانت حلماً تراود نجله الشهيد، وتوقعت العائلة بأن يختم الله لأمير هذه الخاتمة المباركة، فالله -سبحانه وتعالى- لا يصطفي إلا الأنقياء من عباده.
وبين الوالد المحتسب أن تلقي نبأ استشهاد نجله أمير كان صعباً، مضيفاً:" الإيمان الذي يعمر قلوبنا يجعلنا نحتسبه عند الله، فنحن عائلة قدمت الكثير من التضحيات وما زالت تقدم، فكأن الشهادة أصبحت ديدن عائلتنا، وهذا شرف كبير لنا، فرغم صعوبة الأمر إلا أننا تقبلنا ذلك فلله ما أخذ ولله ما أعطى".
وبين والد الشهيد أن وصية أمير الأخيرة لعائلته كانت الحفاظ على صلاة الجماعة، ففي نظره أن الدين أهم شيء في الحياة، وإذا اكتمل الدين، يسهل أن تكتمل بقية أمور الحياة.
المجاهد البارع
وحول مسيرته الجهادية المشرفة، أكد القائد الميداني في كتائب القسام أبو أحمد خلال حديثه لموقع القسام، أن الشهيد أمير كان مثالاً للمجاهد البارع المطيع لأوامر قيادة، الأمر الذي أهله لأن يكون أحد أفراد وحدة الأنفاق القسامية.
وأضاف "أن الشهيد اجتاز العديد من الدورات العسكرية بتفوق كبير منها دورة قنص وإعداد مقاتل قسامي"، موضحاً أن الشهيد كان يتمتع بلياقة بدنية عالية تميزه عن بقية أقرانه المجاهدين، ليكون أحد المقاتلين المميزين في منطقته.
وحول آخر لحظات شهيد الإعداد القسامي أمير أبو طعيمة، بيّن القائد الميداني أن الشهيد أمير وكعادته خرج لعمله في وحدة الأنفاق القسامية، وبعد جهد وعمل كبير، تحدث لإخوانه بأنه سيذهب ليرتاح قليلاً، لكن الشهادة كانت بانتظاره في راحته لتنقله من عناء الدنيا إلى الراحة الأبدية في جنان الخلد بإذن الله.
هؤلاء هم شهدائنا، وإنما يصطفي الله الأنقياء من عباده، فهنيئا لك الشهادة يا أمير، نسأل الله عز وجل أن تكون اليوم أميراً في جنتك التي زففت إليها.