الشجاعة في مساعدة الآخرين... «خولة مطر» أنموذجاً
منصور الجمري
رئيس التحرير
منصور الجمري
التعليقات
9
من حقنا أن نفخر بفوز البحرينية خولة مطر بجائزة أمين عام الأمم المتحدة للشجاعة، وذلك لدورها في سورية، وكيف أنها تحملت المخاطر للذهاب إلى المناطق التي يسيطر عليها المسلحون أثناء عملها كممثلة للمبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا. فلقد زارت مدينة داريا السورية في مطلع العام الجاري، لمعاينة الواقع الإنساني في المدينة المحاصرة منذ 2012.
خصلة الشجاعة تقع بين طرفين، أحدهما الجبن والآخر التهور... فالشجاعة لا تعني غياب الخوف، وإنما هي القدرة على التغلب على الخوف، والثقة بالذات واتخاذ القرارات المناسبة. ولكي يتغلب المرء على خوفه، فإنه يحتاج إلى إيمان عميق بما يقوم به، واستشعار كبير للمسئولية أمامه، وبالتالي ينتصر على الخوف، ويقدم على خطوات تتطلب منه رباطة الجأش والهدوء في وجه العاصفة من أجل القيام بما ينبغي القيام به. الشجاعة أيضاً تتطلب حرية الاختيار، والاستعداد لمواجهة الخطر في بيئة محفوفة بالغموض أو الرعب المرتبط بحرب أو ظروف سيئة جدّاً.
إننا نعيش في عالم تتقدم فيه المرأة في شتى المجالات، وذلك كجزء من استحقاق تاريخي، وهو ما تشهده البشرية من مرحلة متطورة حاليّاً، إذ تتسلم المرأة أخطر وأهم المناصب في مختلف أنحاء العالم. والبحرين تشارك هذا الاستحقاق عبر شجاعة خولة مطر في مساعدة الآخرين الذين يمرُّون في ظروف كارثية وظروف عصيبة.
وفي حديثها إلى «الوسط» استذكرت خولة ما كان يقوله لها والداها «اذهبي وساعدي الآخرين»، وهذه بالفعل أفضل مهمة يقوم بها أي إنسان، بأن يكون في خدمة الآخرين، وهذا من جوهر القيم، كما ورد عن الرسول (ص) «الخلق عيال الله، فأحب الخلق إلى الله من أحسن إلى عياله»... وترتقي خدمة أناس إلى الشجاعة التي تستحق التكريم عندما يمارسها الإنسان تحت الخطر.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"
العدد 5164 - الخميس 27 أكتوبر 2016م الموافق 26 محرم 1438هـ